کد مطلب:354859 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:219

و ما هی تلک الآیات ممکن أن تبینها لنا بارک الله فیک
الجواب:

أقول سوف أتعرض لآیتین وهما: قال تعالی: (وَرَبك یَخلُقُ مَا یَشَاء ویختارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخیره سبحن الله وتعلی عما یشركون) [1] .

وقال تعالی: (وَما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضی الله وَرَسُوله أمرا ان یكون لهم الخیره من أمرهم و من یعص الله و رسوله فقد ضل ضللا مبینا) [2] .

فقد قال الشنقیطی: «وقوله: (وَما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضی الله وَرَسُوله أمرا أن یكون لهم الخیره من أمرهم) فجعل أمره وأمررسوله صلی الله علیه و اله وسلم مانعا من الاختیار موجبا للامتثال» [3] .

وأضاف: «قالوا: وقد قال تعالی: (وَما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قَضی الله وَرَسُوله امرا ان یكون لهم الخیره من أمرهم) فإنما منعهم من الخیره عندحكمه وحكم رسوله لاعند آراء الرجال وأقیستهم وظنونهم وقد أمر سبحانه رسوله بأتباع ما أوحاه إلیه خاصه وقال:



[ صفحه 39]



(إِن أتبع الا ما یوحی الی) [4] و قال (وَ أن احكم بینهم بما أنزل الله) [5] ، وقال تعالی: (أم لهم شركؤا شرعوا لهم من الدین ما لم یأذن به اللَّه( [6] .

قالوا فدل هذا النص علی أن ما لم یأذن به الله من الدین فهو شرع غیره بالباطل قالوا وقد أخبر النبی صلی الله علیه وآله وسلم عن ربه تبارك وتعالی أن كل ما سكت عن إیجابه أوتحریمه فهو عفو عفا عنه لعباده مباح إبأحه العفو فلا یحوزتحریمه ولا إیجابه» [7] .

وقال ابن رجب الحنبلی فی جامع العلوم والحكم: «وأما معنی الحدیث من الاوامروالنواهی وغیرها فیحب ما أمر به ویكره ما نهی عنه وقد ورد القرآن بمثل هذا فی غیر موضع قال تعالی: (فلا و ربك لا یؤمنون حتی یحكموك فیما شجر بینهم ثم لا یجدوا فی أنفسهم حرجا مما قضیت و یسلموا تسلیما) [8] ، وقال تعالی: (و ما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضی الله و رسوله أمرا أن یكون لهم الخیره من أمرهم)، وذم سبحانه من كره ما أحبه الله وأحب ما كرهه الله



[ صفحه 40]



قال الله تعالی: (ذلك بانهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعملهم) [9] ، وقال تعالی: (ذلِك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله و كرهوا رضونه فَأَحبط أعملَهُم) [10] ، فألواجب علی كل مؤمن أن یحب ما أحبه الله محبه توجب له الإتیان بما وجب علیه منه فإن زادت المحبه حتی أتی بما ندب إلیه منه كان ذلك فضلا وأن یكره ما كرهه الله تعالی كراهه توجب له الكف عما حرم علیه منه فإن زادت الكراهه حتی أوجبت» [11] .

وقال الهیثمی: «عن زینب بنت جحش قالت خطبنی عده من قریش فأرسلت أختی حمنه إلی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أستشیره فقال لها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم أین هی ممن یعلمها كتاب ربها وسنه نبیها قالت ومن هویا رسول الله قال زید بن حارثه قال فغضبت حمنه غضبا شدیدا وقالت یارسول الله تزوج بنت عمك مولاك قالت وجاءتنی فأعلمتنی فغضبت أشد من غضبها وقلت أشد من قولها فأنزل الله تعالی: (و ما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضی الله



[ صفحه 41]



و رسوله أمرا أن یكون لهم الخیره من أمرهم)» [12] .

وقال ابن حزم فی كتاب الأحكام: «فصح أن البیان كله موقوف علی كلام الله تعالی وكلام نبیه صلی الله علیه وآله وسلم وقال عز وجل: (و ما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضی الله و رسوله أمرا أن یكون لهم الخیره بها أمرهم وَمَن یعص الله و رسوله فقد ضل ضللا مبینا)، قال علی هذه الآیه كافیه من عند رب العالمین فی أنه لیس لنا اختیارعند ورود أمر الله تعالی وأمررسوله صلی الله علیه وآله وسلم وأنه من خیر نفسه فی التزام أوترك أوفی الرجوع إلی قول قائل دین رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم فقد عصی الله بنص هذه الآیه فقد ضل ضلالا مبینا وأن المقیم علی أمر سماه الله ضلالا لمخذول وقال تعالی: (و ما أرسلنا من رسول الا لیطاع باذن الله و لو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحیما) [13] ،وقال تعالی: (ما أفاء الله علی رسوله من أهل القری فلله و للرسول و لذی القربی و الیتمی و المسكین و ابن السبیل كی لا یكون دوله بین الأغنیاء منكم و ما ءاتیكم الرسول فخذوه و مانهیكم عنه فانتهوا و اتقوا الله ان



[ صفحه 42]



الله شدید العقاب)» [14] .

وقال صاحب التسهیل: «وربك بخلق مایشاء ویختار قیل سبیها استغراب قریش لاختصاص سیدنا محمد صلی الله علیه و آله وسلم بالنبوه فالمعنی أن الله بخلق مایشاءوبختارلرسالته من یشاء من عباده ولفظها أعم من ذلك والأحسن حمله علی عمومه أی یختارما یشاء من الأمورعلی الإطلاق ویفعل ما یرید ما كان لهم الخیره ما نافیه والمعنی ما كان للعباد اختیار انما الاختیارو الإراده لله وحده فألوقف علی قوله و یختار» [15] .

وقال الفخر الرازی: «واعلم أن القوم كانوا یذكرون شبهه أخری ویقولون (و قالوا لولا نزل هذا القرءان علی رجل من القریتین عظیم) [16] یعنون الولید بن المغیره أوأبا مسعود الثقفی فاجاب الله تعالی عنه بقوله وربك یخلق ما یشاء ویختاروالمراد أنه المالك المطلق وهو منزه عن النفع والضرفله أن یخص من شاء بما شاء لا اعتراض علیه البته وعلی طریقه المعتزله لما ثبت أنه حكیم مطلق علم أنه كل ما فعله



[ صفحه 43]



كان حكمه وصوابا فلیس لأحد أن یعترض علیه وقوله ما كان لهم الخیره والخیره اسم من الاختیارقام مقام المصدر و الخیره أیضا اسم للمختار یقال محمد خیره الله فی خلقه إذا عرفت هذا فنقول فی الآیه وجهان الأول وهو الأحسن أن یكون تمام الوقف علی قوله ویختار ویكون ما نفیا والمعنی وربك یخلق مایشاء ویختارلیس لهم الخیره إذ لیس لهم أن یختاروا علی الله أن یفعل والثانی أن یكون ما بمعنی الذی فیكون الوقف عند قوله وربك یخلق مایشاء ثم یقول ویختار ما كان لهم الخیره» [17] .

وفی الدرالمنثور: «قوله تعالی: (و ما كان لمؤمن و لا مؤمنه اذا قضی الله و رسوله أمرا أن یكون لهم الخیره من أمرهم و من یعص الله و رسوله فقد ضل ضللا مبینا) أخرج ابن جریر و ابن مردویه عن ابن عباس رضی الله عنهما قال أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم انطلق لیخطب علی فتاه فیلد بن حارثه فدخل علی زینب بنت جحش الأسدیه فخطبها قالت لست بناكحته قال بلی فأنكحیه قالت یا رسول الله أوامر فی نفسی فبینما هما یتحدثان أنزل الله هذه الآیه علی رسول الله صلی الله علیه واله وسلم وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضی الله ورسوله أمرا الآیه قالت قد رضیته لی یا رسول الله



[ صفحه 44]



منكحا قال نعم قالت إذن لا أعصی رسول الله قد أنكحته نفسی» [18] .

وعلی هذا ثبت لدینا أنه لا یجوزلأی شخص أن یخالف الله والرسول وانما یجب علی الأمه الامتثال والانصیاع للحكم الربانی ولا یحق لای إنسان أن یختارفی قبال الله ورسوله. وعلی هذا انتهت أدله القوم من الكتاب والسنه فلا دلیل بقی لدیهم إلا عمل الصحابه كما یدعی وهولیس بحجه علینا وان كنا سوف نبحث ذلك لنجد هل الخلفاءالذین وصلوا للحكم یؤمنون بالشوری أم لا!!!


[1] القصص الآيه 68.

[2] الأحزاب الآيه 36.

[3] أضواء البيان للشنقيطي، ج 4، ص 91.

[4] الأنعام الآيه 50.

[5] المائده الآيه 49.

[6] الشوري الآيه 21.

[7] أضواء البيان للشنقيطي، ج 4، ص 204.

[8] النساءالآيه 65.

[9] محمد الآيه 9.

[10] محمد الآيه 28.

[11] جامع العلوم والحكم، ج 1، ص388.

[12] مجمع الزوائد، ج 9، ص 246.

[13] النساء الآيه 64.

[14] الحشر الآيه 7. الإحكام، ج 1، ص 97.

[15] التسهيل لعلوم التنزبل للكلبي، ج 3، ص 110.

[16] الزخرف الآيه 31.

[17] التفسير الكبير للرازي، ج 25، ص 9.

[18] الدر المنثور للسيوطي، ج 6، ص 609.